المعهد الصادقي رحم الله خير الدين باشا التونسي، لو كان يعلم ... |
اعتصام مديري المعاهد الثانوية بالكاف بسبب ...
لفت انتباهي ما نشر في جريدة الشروق ليوم 9 جوياية 2011، في الصفحة 19، خبر يتعلق بتنفيذ نظار ومديري المدارس الإعدادية والمعاهد بجهة الكاف اعتصاما بالإدارة الجهوية للتعليم، يتعلق بالمطالبة بإلغاء المذكرة عدد 10178، والصادرة عن وزارة التربية والقاضية بالإعلان عن شغور كافة المناصب المتعلقة بخطتي مدير وناظر بالمؤسسات التربوية والدعوة للتناظر عليها بالرجوع إلى مقاييس اعتمدتها وزارة الإشراف لتنصيب مديرين ونظارا جددا.
لماذا لفت انتباهي هذا الخبر؟
أمران يفسران ذلك.
- التعجب من رفض تنفيذ أمر وزاري، أي أنّ العزري أصبح أقوى من سيده كما يقول المثل الشعبي. وفي هذه الحالة ON AURA TOUT VU ! .
- التعجب من رفض كهذا في الوقت الذي أسقطت فيه الثورة حكومتان، وأحالت أغلب رموز الفساد والمناصرين لنظام الطغيان على المحاكم بعد خلعهم من المناصب التي كانوا يمتصون من ورائها دماء الشعب بغير وجه حقّ. فهل أصبع يتعذر على تونس الثورة أن تكنس من ثبت فساده من مديري الإعداديات والمعاهد؟
وهل يمثل هؤلاء استثناء ؟
ثم تعالوا ، سادتي نتمعّن في الشروط التي كانت تعتمد في العهد الذي انقضى دون رجعة، لتعيين النظار والمديرين، وسأقتصر على الصنف الثاني من هؤلاء المكلفين بالإدارة.
الشرط الأول : أن يكون المترشح تجمعيا نشيطا. أي أنه يشترط فيه أن يكون أولا وقبل كل شيء ذو توجه سياسي معلوم. فهل أن المهمّة تربويّة أم سياسية؟ وإذا كانت سياسية، وهي كذلك فعلا، لماذا ينتدب لها مربّون؟ لماذا لا ينتدب لها إداريّون وكفى اللّه المؤمنين شر المديرين!
ثم أنه لا يتم الموافقة على مدير جديد إلاّ بعد موافقة وزارة الداخلية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشرط الثاني : أن يكون المترشح مزكى من قبل مسؤول حزبيّ تجمعي طبعا!
هذا يعني أن عامل الكفاءة البيداغوجيّة هو آخر ما يعتمد، وكذلك الشأن بالنسبة للعدد البيداغوجي المتحصّل عليه أو المساهمة في الإنجازات البيداغوجيّة مثل المشاركة في إعداد كتب مدرسيّة رسميّة أو غيرها من الأعمال الأخرى.
بحيث تترك المؤهلات البيداغوجيّة والمعرفيّة والمهنيّة الموضوعية جانبا لفائدة مؤهلات حزبية وذاتيّة لا علاقة لها بقطاع التربية والتعليم؟؟؟
لقد عرفت طيلة سنوات التدريس الذي امتهنته طويلا مديرين لا يحسنون تحرير التقارير ويستنجدون في ذلك ببعض الزملاء من المربين الذين يدورون في فلك الإدارة لغايات يعرفونها ويعرفها ... يعقوب.
وعرفت مديرين لم يزد عددهم البيداغوجي عندما كانوا يدرسون، عن 13 من عشرين، ويديرون معاهد فيها من المربين من يحمل شهائد علمية ما فوق الأستاذيّة .
وعرفت مديرين لم تزد خبرتهم في التدريس عن ست سنوات تحولوا إثرها بقدرة قادر إلى مديرين يصولون ويجولون ويكونون المديرين الجدد، ويشاركون مرات عديدة في تربصات خارج البلاد .
ماذا ننتظر من هذا الصنف من المديرين وهم الأغلبية مع الأسف؟
ماذا يمكن أن يضيفوه إلى قطاع التربية والتعليم غير التواطىء مع السلط المحليّة والتآمر على من يخالفهم الرأي في الشأن التربوي .
إنهم لا يقدرون على غير استجواب المربين "غير المنسجمين" و "غير المتعاونين"، واستدعاء المتفقدين لزيارتهم، وتحرير شهادات تلاميذ، مضغوط عليهم، بعدم كفاءتهم.
إنهم لا يقدرون على غير تحرير التقارير البوليسية فيمن يرفض المساهمة بالتبرع لصندوق 26 – 26 الذي ثبت اليوم مآل ما رصد به من أموال طائلة، أو في ذاك الذي يرفض تسلم بطاقة انخراط في الحزب الحاكم أعدت مسبقا ودون إذنه وتحمل اسمه ولقبه، ويكره على تسلمها حتى وإن لم يدفع معلوم الانخراط!
ماذا يمكن أن ننتظر من مدير هو في نفس الوقت كاتبا عاما لجامعة مهنية من جامعات التجمع الدستوري الديمقراطي؟
ماذا ننتظر من مدير يطبع أوراقا مدرسية رسميّة بطابع الحزب الحاكم؟
ماذا ننتظر من مدير يطلب مقابلا ماديا لتسهيل ارتقاء تلميذ إلى الصف الأعلى، ملوثا بذلك سمعة ألاف المربين النزهاء؟
ماذا ننتظر من مدير يطلب من المربين الترفيع في معدلات التلاميذ؟
وماذا ننتظر من بعض من يستجيب لطلب كهذا من المربين؟
ماذا ننتظر من مدير ينعم بالسكن المجاني وبالماء والكهرباء والهاتف المجاني؟
أننتظر منه ألاّ يقف من قرار الوزير موقف الرفض؟
لم يرتق المديرون بعد إلى التناغم مع نسق الثورة. يؤسفني إقرار ذلك.
وماذا ننتظر من مدير ينهب من مداخيل دروس التدارك بأكثر ما يسمح به القانون؟
ماذا ننتظر من مدير بتسول أولياء التلاميذ في كلّ مناسبة الأموال بدعوى تبليط ساحة المدرسة التي هي مرفق عمومي ومن مشمولات وزارة الإشراف، أو إدخال إصلاحات على دوريات مياه التلاميذ أو تجديد سبورات قاعات الدروس؟
ماذا ننتظر من مدير يزوّر الفواتير لتبرير دفوعات وهميّة؟
ماذا ننتظر من مدير يتحرّش بتلامذته وهن أصغر من بناته؟
ماذا ننتظر من مدير يتحرش بزميلاته في العمل؟
افتحوا الملفات يا أهل القرار، وستكتشفون فضائح ما أنزل اللّه بها من سلطان.
طهروا قطاع التربية والتعليم مما لحق به من أدران، طهّر اللّه قلوبكم من كلّ غلّ.
ضعوا حدّا للمستكرشين من المربين الذين أصبح التدريس في المدارس والمعاهد ثانويّا في مفهومهم، وأصبحت الدروس الخصوصيّة هي الأساس، ويتقاسمون مداخيلها مع بعض... المديرين!!!
هل من أجل كلّ هذا يرفض مديرو الإعداديات والمعاهد قرار الوزير؟؟؟
إذا كانوا نزهاء، أتقياء، نظيفين، فليقبلوا قانون اللعبة، وليتنافسوا مع المتنافسين حسب المقاييس الجديدة. واللي ينجح صحّ ليه.
ملحوظة :
لم أعرف طوال السنوات التي مارست فيها التدريس (إذا أعرف البيت من الداخل)، والتي تنقلت فيها بين أكثر من 10 معاهد، لم أعرف سوى ثلاثة مديرين من الأنقياء. زميلتان وزميل واحد!!!
البقية مع الأسف الشديد، دون مستوى ما يجب أن يكونوا عليه. أقول هذا والمرارة تعصف بي لغيرتي على وظيفة قضيت فيها جزء كبيرا من حياتي.
ألم تفضح إحدى القنوات التلفزيّة بعدالثورة مديرا نعت بالخسيس لما أتاه من غريب الأفعال التي ألحقت الأذى بقطاع كامل. لقد نظمت فيه القصائد وحُرِّرت المقامات المنددة بأفعاله ...ولا ...من مجيب.
من غيور على قطاع التربية والتعليم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire