samedi 2 juillet 2011

! نلعب وإلاّ نحرّم" أو هرب طاهر بكرتي"



ما أكثر ما تحدث التونسيون هذه الأيام. منذ الثورة -  التي لم تغير إلى حد هذا  اليوم كثيرا من الأشياء، في انتظار ما ستسفر عنه  في المستقبل القريب و ... البعيد من تحولات نتمنى أن تكون في صالح المواطن التونسي أساسا -  كثر اللّغط في مواضيع ليست ملحة بالضرورة، بل تتميز بكثير من الهامشية مقارنة بمواضيع أخرى أكثر إلحاحا اليوم بالذات، دون أن يعني ذلك أن ما يثار اليوم من قضايا هي غير ذات أهميّة مطلقا. إن القضية هي أن نبوّب مشاغلنا أوّلا بأوّل بطريقة منهجيّة نرتّب بواسطتها البيت، في اتفاق تام بين كل الأطراف،  دون تهميش أو إقصاء لأي طرف كان، مهما كان مشربه، على أن يتم ذلك في مناخ من التوافق والاتفاق. إنّ الاختلاف في الرأي لا يؤدي ضرورة إلى خلاف يسعى من خلاله الكل إلى فرض رأيه بالصراخ، معتقدا أن ارتفاع الصوت إنما يعكس صواب الرأي، أو بالانسحاب من حلبة النقاش. لأنّ الانسحاب ليس سوى إقرار ضمني بالهزيمة وبالعجز عن الدفاع عن الرأي بقوّة الحجة و ليس  بحجّة القوّة. اللّهم إلاّ إذا دخل الانسحاب في لعبة ليّ الأذرع، الذي تعقبه تلميحات بالرجوع إلى الهيئة العليا للدفاع عن مبادئ الثورة لكن ... بضمانات كما جاء على لسان حركة النهضة ، ونشر في جرائد اليوم!!! ما أكثر الألاعيب في السياسة! ما أكثر المناورات! فهل يمكن الإقرار بقول أحدهم ذات يوم بأن السياسة ما دخلت يوما ميدانا ما إلاّ وأفسدته فما بالك إذا دخلت ميدان الدين؟
طرح أحد الصحفيين البريطانيين يوما ما سؤالا على الفيلسوف و المفكر البريطاني الشهير برنارد شو، قائلا له: ما رأيك في السياسة وكيف تعرّفها؟ أجاب السياسة أكثر المهن دناءة.La Politique c' est le plus sale des métiers!  

 يذكرني موقف حركة النهضة اليوم، وهو موقف لم يتزحزح قيد أنملة عمّا كان عليه منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، أيام كان اسم الحركة، حركة الإتجاه الإسلامي، يذكرني بسلوك الواحد منا أيام الطفولة، خاصة إذا ما أسعفه الحظ  وامتلك كرة قدّت من الخرق البالية (إذ لم يكن لنا يومئذ من الألعاب  غيرها، فلا مونوبولي ولا فايس بوك ولا بلوغ ولا هم يحزنون. لم يكن لنا غير الكرة ولعبة قلوب المشماش اللي هي بو بلاش، لأن حتى الكجج (البيس) كانت تقتنى بالأموال التي لم نكن نمتلكها، ويخلف على خد الورد يا المشماش، حق قليباتو ما جاش كما كان يتغنّى به  الحاج عنيبة في حي باب الأقواس، وهو يدفع عربته الخشبيّة أمامه  بعسر ظاهر للعيان، وقد لفّ رأسه بزنّار ورشق في قرنه مشموما سوّاه من زهر شجرة النارنج، ليغري المشترين بالإقبال عليه) عندما يفرض رأيه إذا لم يعجبه شيء ما، باستعمال العبارة الشهيرة: سأعود إلى البيت بكرتي! فكنت ترى كل الأطفال يسعون إلى إرضائه بقبول رغباته حتّى وإن لم تخضع لأي منطق كان، المهم ألاّ يعود إلى بيته فيحرمنا من اللعب.
هذاهوالمنطق الذي تستعمله حركة النهضة اليوم إذا لاحظت أن النقاشات تسير في غير الاتجاه الذي خططت له. وهو ليس سوى منطق: "نلعب وإلاّ نحرّم".
إلاّ أنه فاتها أن الكل يملك كرة، وأنّه يمكن الاستغناء عن من يريد أن يحرّم إذا ما رغب في الخروج عن الصف بعد فشله في إقناع الأطراف المقابلة بسداد رأيه ورجاحة عقله وصواب قراره.

2 commentaires:

  1. لقد خرجت عن
    Un chercheur qui tend à être objectif.

    التوازن لا يقبل بهيئة معينة من اطراف مجهولة لحد اليوم
    والشرعية هي الفاصل

    كتبت صفحة كاملة لكن لم اتمكن من نشرها....

    RépondreSupprimer
  2. الموضوعبه تبقى مطمحا يصعب جدا الوصول إليه. غاية ما غي الأمر أننا نحاول أن نكون موضوعيين. لكن هل يستطيع أحدنا أن يخرج من جلده كما قال المروزي للبغدادي في كتاب البخلاء للجاحظ. لم أتمكن من قراءة الصفحة التي أنت كتبتها لذلك جاءت الجمل مبهمة.

    RépondreSupprimer