vendredi 1 juillet 2011

تساؤلات مواطن تونسي

جامع الطيب المهيري بالعوينة  


اليوم 1 جويلية 2011، حضرت صلاة الجمعة في جامع ابن محمود بالعوينة. خلال الأسابيع الماضية ومنذ حولت وجهتي نحو هذا الجامع - بعد أن كنت أصلي وراء إمام الجمعة بجامع حي الطيب المهيري، و الذي يخبط إمامه خبط عشواء، والذي هو  على حد قول أحد المصلين: " يجي كل شىء إلاّ أنه يكون إمام جامع!!! – كانت خطب الإمام هادئة رصينة مقنعة ومفهومة من قبل عامة النّاس، كلماتها منتقاة بعناء وبجهد واضح شجعني على مداومة الصلاة وراءه خاصة وأن الجامع إيّاه على مقربة من محل سكناي، إضافة إلى أن صعود الإمام على المنبر يكون مبكرا نسبيّا. أي أنّ كل الظروف كانت تشجعني على التردد على هذا الجامع. لكن خطبة اليوم خرجت عن السائد إذ بدا فيها الإمام متوترا على غير العادة، وبعد الديباجة التي يرددها الأيمة منذ قرون بدون أي اجتهاد ولا تجديد إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، كأنهم يريدون التأكيد على أنّنا أفضل الأمم في... التقليد وعدم الإتيان بالجديد علّه يكون بدعة، والبدعة فتنة والفتنة ضلالة والضلالة في النّار، ومن الأفضل أن نحافظ على عادات السلف الصالح لأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان وأنّه لا يمكن أن يكون هناك جديد تحت الشمس، بعد الديباجة إذا بدأ الإمام الفاضل (تعجبني كلمة الفاضل وكم كانوا يلقبون ليلى الطرابلسي بن علي بالسيدة الفاضلة) وهو شاب لم يتخط عتبة الثلاثين من عمره، بدأ التهجم على المبدعين وعلى حرية القول والتعبير، بالتعرض على حالتين:
- الفيلم الزوبعة الذي شهد فضيحة السبت الماضي المتمثلة في تجسيم الجهلوت في أجلى مظاهره في شارع  من شوارع العاصمة، التي أصبحت شوارعها تشبه أي شيء إلاّ أنها تشبه شوارع عاصمة تستقطب سنويا ملايين السيّاح (في الماضي القريب). نزل الإمام المحترم في فيلم "لا ربي لا سيدي" نقدا وسبا وشتما وتهجما على مخرجته "الملحدة والتي لسنا في حاجة لكي تعلمنا أصول ديننا" ناعتا إياها بالداعية إلى الفتنة وإلى إشعال حرب أهلية في البلاد (هكذا). مما تأكّد لدي ان الإمام المحترم، والذي اختارته الشعائر الدينية ليفقه الناس قي الدين، أنه لم يشاهد الفليلم!!!

- الجدال الذي دار بين الشيخ عبد الفتاح مورو (اللّي يلعب في لعب حنّ حنّي قيني، والشيخ ابن نهج سيدى العلوي، وصهر الشيخ الشحيمي، صاحب المطبعة الكائنة ببطحاء باب سويقة غير بعيد عن المكان الذي تم فيه رش الناس بماء الفرق، يفهم هذه العبارة التي كان يرددها الناس غير بعيد عن حيّه وتحديدا في حي باب الأقواس) وأستاذ الأجيال السيد الوقور العلاّمة محمد الطالبي، وما أثاره من صخب كم نحن في حاجة إليه لتحريك مياه الفكر الراكدة والتي أوشكت أن تصبح آسنة من قلة الحراك فيها. وصف الإمام (المحترم مرة أخرى) الأستاذ الطالبي، صاحب السبعين سنة من البحث العلمي، وصفه وصفا أكاد أستحي من رقنه حتّى، وصفه بالحثالة. وصف من أسس الجامعة التونسية بهذا الوصف. هكذا اشارت عليه أخلاق الإمامة؟ هكذا وصف من تخرجت على يديه عشرات الأجيال من المفكرين والمربين الذين تحملوا أعباء بناء هذا الوطن بعد الإسقلال. هكذا نكافىء رجلا كألف، عوضا عن أن نقيم له تمثالا يخلد ذكره، عوضا عن نضعه في بؤبؤ العين، لأنه ليس لنا من أمثاله الكثير، وهو الذي تجاوز عتبة التسعين من العمر وما زال يفكر بوضوح ما بعده وضوح. هكذا نجازيه. يا الله ما هذا الخور... ثم أين هو مبدأ تحييد المساجد... ها أن المنابر أصبحت منصات تلقى من علوها الخطب السياسية... ثم هل كان الرسول يسبّ الناس على المنابر... الم يكن يدعو إلى ربه بالموعظة والكلمة الحسنة... لكن إن جاءت مذمة أستاذ جليل كأبي الأجيال وشيخ المفكرين محمد الطالبي من ناقص فذاك دليل على ماذا؟ تمنعني أخلاق المسلم عن الإجابة...  أماّ إمام جامع  ابن محمود بالعوينة فإنّ إسلامه لم يمنعه من سب النّاس... كأننا لا نؤمن بنفس الإسلام.
مصدر الصورة : http://www.demotix.com/news/714646/tunisian-public-place-all-states

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire