dimanche 3 juillet 2011

يا شباب العلا


كثر الحديث هذا الأسبوع عن المواجهة الفكريّة التي دارت بين الشيخ عبد الفتاح مورو والمفكر الجليل الأستاذ محمد الطالبي، بسبب ما جاء على لسان هذا الأخير من أقوال في السيرة النبويّة وفي السيدة عائشة زوجة رسول اللّه.

أوّلا : يجب أن نعلم أن المواجهة ليست سوى مواجهة فكريّة. أي أنّ السلوك الحضاري الذي أبهرنا به العالم في ثورة 14 يناير 2011، يحتم علينا ألاّ نتجاوز حدود الرد فكريا على ما طرحه أحد منا بالفكر.

ثانيا : يا شبابا نعتز ونفتخر به. يا شبابا أعاد إلينا الأمل فيما تبقى لنا من سنوات نعيشها ، لا يعلم عددها إلاّ من صوّرنا في أرحام أمهاتنا الطاهرة  والزكيّة.
ياشبابا أعاد إلينا عزّة فقدناها طويلا.
يا شبابا أعاد إلينا كرامتنا التي سلبت منّا ولم تكن لنا الشجاعة الكافية للمطالبة باستردادها.
يا شبابا سمح لنا بتذوق طعم الحياة الكريمة.
يا شبابا علّم الكهول القدرة على التحدي.
ياشبابا أعطى للإنسانيّة دروسا ستتذكرها الأجيال قرونا طويلة، وستدرّس في أشهر الجامعات في مختلف أنحاء العالم، كما تدرّس إلى حدّ اليوم الإستراتيجيّة العسكريّة التي كان يطبقها ابن بلدنا الذي نفتخر به حنبعل برقة الذي دوّخ العالم.
يا أحفاد العالم الفلاحي ماغون. ويا أحفاد سبتيموس سيفيروس الذي حكم الإمبراطورية الرومانيّة. يا أحفاد القديس أغسطينوس. يا أحفاد الأديب ترتوليانوس. يا أحفاد العبادلة السبعة. يا أحفاد عقبة بن نافع الفهري الذي أسس أول مدينة إسلامية وأول مسجد جامع بالمغرب. يا أحفاد من وضع أسس علم الإجتماع وعلم العمران البشري، عبد الرحمان بن خلدون. يا أحفاد الدغباجي ومصباح الجربوع وعلي بن غذاهم.
يا أبناء عمومة أبي القاسم الشابي ومحمود المسعدي والشيخين الطاهر وابنه الفاضل بن عاشور، وقبلهم خير الدين التونسي وأحمد بن أبي الضياف وسالم بوحاجب.

يا شباب تونس الأغر.
إن الرجل لم يقل سوى ما ورد في المصادر التاريخية. لم يأت بشيء من عنده. هو قدم لنا ما لا يستطيع الوصول إليه عامة النّاس.
لم يشكك في الصحابة. لم يقدّسهم لأن القدسية للإله الواحد الأحد فقط.
فلننظر إلى الأشياء بفكر نيّر. ولندرس النصوص دراسة علمية . هذا ما علينا القيام به. هذا ما يتماشى مع سلوكنا الحضاري الذي أطحنا به بواحدة من أعتى الدكتاتوريات في القرن العشرين.
ما عدا ذلك من سلوك همجيّ إنما يدخلنا في خانة الفوضى التي يصعب علينا فيما بعد الخروج منها، خاصة إذا ما كان "الواحد منّا يزيد الماء والآخر يزيد الدقيق".
لنتق اللّه في علمائنا. هؤلاء بفكرهم النيّر والمتحرر من قيود الشد إلى الوراء سيخلصوننا من ظلمات الجهل وسيعيدوننا إلى صفاء العقيدة الخالص لأنّهم بكل بساطة لا يتاجرون بالدين. أما حديثه بخصوص عائشة فقد ذكر ما تقول فيها الشيعة دون زيادة أو نقصان ولم يعلّق على ذلك ولم يبد رأيه الخاص.
مصدر الصورة : http://www.french.humanitarianphotos.com/articles/tunisie-la-revolte-d-une-jeunesse-sans-avenir.htm

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire