لكلّ شيء إذا ما تمّ
نقصان.
الشاهر أبو البقاء
الرندي.
إلى السيّد كمال الجندوبي، رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات.
تونس في 29 أكتوبر 2011.
الموضوع : حول بعض نقائص العمليّة الانتخابية.
شهدت البلاد التونسيّة ولأوّل مرّة بعد الاستقلال حسب الملاحظين، انتخابات
بهذا الحجم وبهذا التنظيم، وبهذه القدرات الهائلة التي تمّ تسخيرها من قبل الحكومة
لإنجاح أوّل انتخابات بعد ثورة 14 جانفي 2011.
وبالرغم من تثمين كل الملاحظين للمجهود الجبار الذي بذلته الهيئة العليا
المستقلّة للانتخابات والهيئات الفرعيّة في الجهات، وباعتبار أنّها المرّة الأولى
التي تجري فيها انتخابات بهذا الزّخم وهذه الجديّة وهذا الحرص على الأداء النزيه
والشفّاف، فإنّ بعض النقائص برزت على السطح حرصنا على تقديمها للإفادة على ألاّ
يفهم من ذلك انتقاد أعمال الهيأة المركزيّة والهيئات الفرعيّة، بل ليست الغاية
سوى الحرص على لفت النظر بغية تفاديها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وهو
لعمري عمل يقوم في رأينا مقام الواجب.
من أهمّ هذه النقائص :
·
عدم توزيع الناخبين توزيعا
متكافئا بين مراكز الاقتراع، لذا ففي حين أنهت بعض مراكز الانتخابات عملها على الساعة السابعة مساء، بقيت بعض
المراكز الأخرى الى غاية الساعة الحادية
عشر ليلا تباشر العمليّة الانتخابية : مركز البحيرة التابع لمنطقة تونس 2 كمثال.
·
عدم تخصيص قاعات انتخاب أكثر
بالمراكز، ففي مركز الانتخاب بطريق سكرة، العوينة خصّصت أربع قاعات فقط للانتخابات
فكانت النتيجة انتظار النّاخبين في الطوابير لأكثر من ثلاث ساعات ينتظرون دورهم،
وسجّلنا حالات إغماء في صفوف النساء جرّاء طول انتظارهن.
·
عدم توفّر قائمات النّاخبين
للتعليق أمام قاعات الاقتراع ليتمكّن الناخب من معرفة عدده الرتبي ممّا ييسّر
عمليّة التثبت في دفتر التسجيل ويجعل العمليّة كلّها تستغرق أقلّ ما يمكن من الوقت.
·
عدم توفير لفائف الورق الصحّي
لتجفيف سبّابات الناخبين بعد غمسها في قوارير الحبر الانتخابي بالعدد الكافي. بعض
الناخبين تكرّم بتوفير بعض اللفائف وتطوع أحد أعضاء مكتب الاقتراع باقتناء البعض
الآخر.
·
عدم تواجد عضو مرشد في ساحة
مركز الانتخاب أدخل شيئا من الارتباك على توجيه الناخبين إلى القاعات ولفت أنظارهم
إلى التثبّت من بطاقات التعريف وتوجيه الإرساليّات القصيرة للتثبت من مركز الانتخاب.
·
تكليف رئيس مركز الانتخاب
برئاسة مكتب انتخاب في نفس الوقت جعل دوره أكثر تشعّبا ممّا كان ينتظر.
·
قيام أعضاء مكاتب الاقتراع
بعملهم بصفة متواصلة طيلة 12 ساعة أرهقهم ولم يترك لهم مجالا لتناول غذائهم أو
للتحوّل إلى بيوت الراحة في مراكز كان الإقبال فيها مكثّفا: رئيس أحد المراكز تحول
لتناول غذائه على الساعة الرابعة والنصف فوجده قد فسد! لذا فإنّ توفير عضو احتياطي في كلّ مركز لتعويض
عضو قار لفترة وجيزة أمر مؤكّد.
·
أعلمنا يوم لتكوين أنّ بطاقات الانتخاب ستكون في شكل حزم
تضم كلّ حزمة مائة ورقة. يوم 23 أكتوبر وجدنا حزما ذات 250 بطاقة !
·
لم يركز المكوّنون في الحلقات
التكوينيّة على أهم جزء في العمليّة الانتخابية وهي تعمير المحاضر وإغلاق
الصناديق، بل ركّزوا على تحليل الوضعيّات التي ترتكب فيها أخطاء من قبل الناخبين
من شأنها أن تفسد العمليّة الانتخابية، فكانت النتيجة أن كثيرا من رؤساء المكاتب
أخطؤوا عند إنهاء العملية الانتخابية وأودعوا محاضر الفرز داخل الصناديق وهذا ما
أخّر عمليّة الإدلاء بالنتائج في الإبّان. لذا يستوجب الوضع إبلاء الأيّام
التكوينيّة القادمة عناية أكثر.
·
توفير مستلزمات العمليّة الانتخابية
يوم السبت في المراكز سجل تأخيرا كثيرا : انتظرنا من الساعة الواحدة بعد الزوال وهو
الموعد الذي حدد لنا إلى غاية الساعة السادسة والنصف، خارج المركز ولم يسمح
بالدخول لغير رئيس ذلك المركز!!!
·
يوم السبت
كان من المفروض أن تكون قائمات أعضاء المكاتب جاهزة. لم يحصل ذلك مما تسبّب في
تجمّع الأعضاء المتطوّعين أمام باب مركز الانتخاب ولا أحد كان يدري منهم إن هو
أنتدب للمشاركة في العمليّة أم لا؟
·
مشكل
بطاقات التعريف وضرورة توفيرها للقيام بالانتخاب أثار كثيرا من الإشكاليّات تجعلني
أتساءل : إذاكانت بطاقات التعريف القوميّة تصدر عن مصالح وزارة الداخليّة، وإذا
كانت جوازات السفر تصدرعن مصالح الوزارة ذاتها، فلماذا والحالة تلك، لا يسمح
للمواطن بتقديم جواز سفره للتعريف بهويّته ؟؟؟
هذه بعض النقائص التي سجلناها، نبلّغها إلى من يهمّه
الأمر وأملي أن يتمّ تجاوزها في قادم الانتخابات.
من السيّد توفيق
الشنّوفي، رئيس مركز الانتخابات بمدرسة طريق سكرة، العوينة، تونس2.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire