mercredi 6 décembre 2017

كيف نرنو إلى النجاة - خاتمة


 بعد محاولة التحليل التاريخي-ديني-سياسي لوضع العرب المسلمين في الجزء الأول والثاني،اختم مع إقتراح البدائل، الذي بدأ في المقال السابق  

ان حجر الزاوية  في فهم موروثنا بكل أبعاده، وادراك مقاصده، بدءا بالنص المقدّس ومنه إلى الأحاديث النبويّة والتفاسير وكتب الفقه وغيرها، هو البعد التاريخي ووضع الأحداث في إطارها، ثم فهمها من ناحية،  على ضوء ما توصّلت اليه العلوم الصحيحة والإنسانية من حقائق لم يُدركها  المُجتهدون من السلف،  ومن ناحية أخرى، على ضوء تغيّر العقليّات والمفاهيم وحتى معاني الألفاظ اللغوية التي بُني بها النص المقدس. و دون ذلك لن نتوصل إلى امتلاك الأدوات التي بواسطتها نفكّك شفرة ما تضمّنه من غموض...
وعلى المسلم في نهاية المطاف  أن لا يرتهن إلى الآخر في تبيّن  محتوى الكتاب الذي أنزله الله بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم، كما ذكر ابن خلدون، لأنّ المبيّن الوحيد الذي أوكل الله له وظيفة التبيان هو النبي

" لتُبيّن للناس ما أُنزل إليهم"
 (النحل، 44) 

يقول المفكر محمد أركون:
" لا للقطيعة التاريخيّة مع الموروث ولا أيضا للهويّة المُنغلقة.نعم لعلاقة نقديّة ورؤية تفكيكيّة للعقل الإسلامي 
ونعم لكتابة تاريخ نقدي للموروث الإسلامي وللعقل الإسلامي".

https://ar.wikipedia.org/wiki/محمد_أركون


وكتب الشاعر حافظ الشيرازي في مجلّة الدوحة، مُلتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانيّة، ما يلي:
 إن شخصيّة وهنة، نخرة، مُنطفئة، تنفي كيانها وتُنكر نفسها، لا تُساوي أي شيء يُذكر

https://ar.wikipedia.org/wiki/حافظ_الشيرازي

وهذا رأي  مُتماه مع فكر الشاعر الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، إذ كلاهما يدعو إلى وُجوب تخليص الذات الفرديّة والجماعيّة من مشاعر الدونية والتبعية، أي بتحصين الإختيار السّيادي وتعزيز إرادة القوّة الواقية ... والإنخراط الفعلي في صُنع الحدث والدلالة على مسرح التاريخ ... في ظلّ ترقية وإنعاش قيم التحرّر والكرامة،والنمو المُتكافىء والسّلم العادل .

https://ar.wikipedia.org/wiki/محمد_إقبال


ويبقى في رأيي فصل الديني عن السياسي، أم المعارك  وحجر الزاوية،  في الإقدام بكل جُرأة وحزم، 
 وبكل جديّة، وبقناعة ثابتة على الإصلاح العميق والشامل لموروثنا الديني ولمخيالنا الإجتماعي حتّى نبني  حضارة إسلامية جديدة الرؤى مُتناغمة مع ما يُستجد حولها، ومُعانقة عصرها ولها الرغبة في الإنفتاح على العصور القادمة لكي لا نبقى نشازا يثير إزدراء الآخرين.

                                                                                             أوت، 2017.
المراجع:
- العفيف الأخضر: إصلاح الإسلام بدراسته وتدريسه بعلوم الأديان، منشورات الجمل،  الطبعة الأولى، بيروت، 2014.
- عبد الرحمان بن خَلدون: مقدمة ابن خلدون، تحقيق حامد أحمد الطاهر، دار الفجر للتراث، الطبعة الثانية، القاهرة، 2010.
- نادر الحمامي: صورة الصحابة في كتب الحديث، نشر المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2014.
- نصر حامد أبو زيد: مفهوم النص، دراسة في علوم القرآن، نشر المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2014.
- محمد الطالبي: عيال الله، دار سيراس للنشر، تونس، 1992.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire