lundi 27 février 2012

دعوة الصّادق شورو إلى التقتيل والصّلب والتّقطيع والنّفي - الجزء الثالث



1 – الإمام الأوزاعي :
هو أبو عمرو عبد الرحمان بن عمر بن أحمد الأوزاعي، من قبيلة الأوزاع، وهي قبيلة يمنية الأصل، استقر بعض أفرادها في قرية من قرى دمشق. ولد سنة 88 للهجرة / 707 للميلاد، ونشأ تنشئة دينية، وتنقل بين الشام واليمن والحجاز والبصرة لطلب العلم عن عديد المشائخ، من بينهم مكحول الذي كان فقيه الشام وواحدا من حفاظ الحديث، ويحي بن كثير. وأخذ الحديث والفقه عن عطاء بن أبي رباح أحد أعلام التابعين، وقتادة وهو أحد أعلام المفسرين واللغويين، وكان للأوزاعي صلة بآل البيت مثل الإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق. وعندما إكتملت عنده شروط الإجتهاد، صار مجتهدا، وسار مذهبه في بلاد الشام والمغرب والأندلس.عرف الإمام الأوزاعي بزهده وورعه وتقواه. ومن أشهر مؤلفاته : كتاب السنن في الفقه وكتاب المسائل في الفقه وكتاب السير وكتاب المسند. توفي في مدينة بيروت سنة 157 للهجرة / 774 للميلاد.

غيلان الدمشقي (رسوم عصام طه)

غيلان الدمشقي دفع حياته من أجل الحرية والعدالة

http://www.alittihad.ae/details.php?id=73450&y=2011

2- غيلان الدمشقي :
يعتبره الكثير من المفكرين كأحد الآباء المؤسسين لحركة التنوير التي أفرزتها الفتنة الكبرى، أول حرب أهلية في الإسلام، والتي وضعت المسلمين وجها لوجه، وأراقت أنهارا من الدماء، وأضاعت وقتا ثمينا كان من الأجدى استثماره في مجالات أخرى، زيادة على أنها فتحت باب الانقسامات بين المسلمين، ذلك الباب الذي لم يغلق إلى اليوم، والمتمثل في انقسام المسلمين إلى فرق دينية وأحزاب مختلفة يدعي كل واحد منها أحقيته في الوصول إلى السلطة، مقدما نفسه على أنه ضحية سلبت حقها الشرعي على مر الزمن ، منذ حادثة "السقيفة"، هذا فيما يتعلق بالشيعة على الأقل.
بدأت أولى مؤشرات تلك الحركة التنويرية في الفكر الإسلامي، بظهور فرق الخوارج والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة والقدرية وغيرها من الفرق الأخرى. وكان غيلان أحد المؤسسين للفكر السياسي الإسلامي ذو المنحى التحرري والمسمى اليوم بالمنحى الديمقراطي، وقد سخر حياته للدفاع عليه، وقدمها ثمنا لمعتقداته وآرائه وأفكاره عندما صلب بأمر من الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، بعد أن قطعت يديه ورجليه.
يضع مؤرخو الفرق غيلان ضمن كوكبة من المفكرين تضم الجعد بن درهم وعمر المقصوص ومعبد الجهمي وغيرهم، أي أولئك الذين استماتوا في الدفاع عن حرية الإنسان وعن العدالة وعارضوا بشراسة فكرة القدر التي جعل منها الأمويون إحدى الأثافي الأساسية التي إرتكزت عليها نظريتهم في الحكم لتبرير استيلائهم على السلطة، ذلك الإستيلاء الذي اعتبروه"حقهم في الخلافة"، لطمس ما أسفرت عنه عملية التحكيم، وهرسلتهم للحسن والحسين حفيدي الرسول الأكرم. ومن هنا نفهم عدم ترددهم في البطش بمعارضيهم منذ ثمانينات القرن الأول للهجرة، عندما افتتحوا "برنامج التصفية الجسدية"، بالتخلص من معبد الجهمي وغيلان من بعده.
لقد كان غيلان يقود المعارضة في الشام ضد السياسة الاقتصادية والاجتماعية والمالية للأمويين وخاصة ضد العقيدة الجبرية التي اعتمدوها والتي يرى أنها عقيدة تعادي حرية الإنسان الذي يراه مسؤولا عن أفعاله. زيادة عن ذلك فقد كان غيلان من أشد معارضي شرط "القرشية" في الإمامة، ويرى أن كل مسلم قائم بكتاب الله وسنة رسوله يستحق الخلافة التي لا تثبت إلا بإجماع الأمة، ويتفق جزئيا في هذا الباب مع الخوارج الذين يرون أن الخلافة تسند للأكثر كفاءة حتى وإن كان عبدا حبشيا.
وهكذا فإن الفكر الغيلاني يعتبر أحد بوادر الفكر الديمقراطي في التاريخ الإسلامي، ذلك الفكر الذي يجعل الشعب مصدر السلطة بإجماعه على شخص ما يوليه أمر الخلافة على أساس تعاقدي ركيزتاه كتاب الله وسنة رسوله. فإن حاد الحاكم عن تلك الشروط، ولم يعدل في حكمه، جاز للناس خلعه.

لقد كان غيلان متمسكا بمفهوم العدل الذي استمده من نظريته عن العدل الإلهي، ولعل هذا ما يفسر اختياره وظيفة "رد المظالم"، عندما عرض عليه الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز توظيفه.لقد اختار وظيفة بدون مكاسب، وبدون امتيازات، بل إختار وظيفة تمكنه من إنصاف ضحايا ظلم الولاة والقضاة، وإبراز عيوب الأمويين.
يروى أن هشام بن عبد الملك مر به يوما، قبل أن يصبح خليفة، وقال هذا يعيبني ويعيب آبائي، والله إن ظفرت به لأقطعن رجليه ويديه" !!! ولما تولى هشام الخلافة استحضره وحبسه، وأخذ يبحث عن فتوى تجيز قتله، فوجد ضالته عند الإمام الأوزاعي الذي ناظر غيلان ثم كفره، ففتح بذلك الباب لهشام لقتله.
لا شك عندي أن الإمام الأوزاعي اعتمد في فتواه بتكفير غيلان مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالرجل كان يرى في القدرية فتح باب بلاء، وباب الفتنة بين المسلمين، وأن إغلاقه إنما هو من قبيل النهي عن المنكر الذي ينال فاعله ثوابا وأي ثواب.
ولعل الرغبة في نيل الثواب كانت تدفع الحجاج بن يوسف الثقفي أيضا إلى القيام بما قام به خلال توليته العراق.

3- الحجاج بن يوسف الثقفي :
هو سياسي أموي وقائد عسكري، ولد في الطائف سنة 41 للهجرة / 660 للميلاد، وتوفي سنة 95 / 714.
عرف بخطبته الشهيرة التي ألقاها في العراقيين: " يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق !!!"
ذكر المؤرخون أعماله الشنيعة والتي منها :


تحريفه القرآن في مصحف عثمان في 11 موضعا 

 ضربه الكعبة بالمنجنيق عندما وجهه عبد الملك بن مروان لقتال عبد الله بن الزبير فقطع رأسه وأرسله إلى الخليفة الأموي، وعرى الجثة من الثياب وصلبها حتى تعرت العظام من اللحم.

وللعلم فإن عبد الله بن الزبير هو ابن الزبير بن العوام وابن عمة رسول الله، أما أمه فهي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه.

إذلاله صحابة رسول الله وذلك لما سار سنة 44 للهجرة إلى المدينة، فأخذ يتص على أهلها ويستخف ببقايا من فيها من صحابة الرسول، وختم في أعناقهم وأيديهم يذلهم بذلك كأنس وجابر بن عبد الله وسعد بن سعد الساعدي وغيرهم.

وقد قال فيه الذهبي :" كان ظلوما جبارا سفاكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقران.

أما ابن كثير فقد قال قيه كان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة".
وقال فيه الخليفة عمر بن عبد العزيز:"لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم".
لكن الملفت أن الحجاج كان يرى أن ما يفعله كان بغاية التقرب من الله والحصول على الأجر !!!
قد يعني هذا أنه كان يؤمن بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire