ما شاهدته وشاهده ملايين
التّونسيّين مساء يوم الاثنين 23 جانفي 2012 على شاشات القنوات التلفزيّة ، من أخبار
تتعلّق بمحاكمة مدير قناة نسمة الفضائيّة،
بتهمة عرض فيلم كرتوني لمخرجة إيرانية عنوانه بلاد فارس PERSIPOLIS، يحكي
عن فتاة تمثّلت ببراءة الأطفال صورة اللّه في هيئة شيخ وقور مبتسم، سميح، كريم، غفور،
لا تبدو عليه علامات الغضب أو الحنق أو الحقد، حسب تعبير المثقّف والنّاشط الحقوقي
فتحي بلحاج يحي، أحد الذين ذاقوا ويلات المحاكمات السياسيّة في العهد البورقيبي، واكتووا بلظى السجون، وقد عبّر عن بعض البعض من معاناته
ومعانات زملائه في كتابه" الحبس كذاب والحي يروّح"، ما شاهدته يبعث على الفزع
و الحزن في ذات الآن.
الفزع ممّا يدور حولنا، وما صدر عن إخوان لنا نقاسمهم
المعتقد والوطن، يجمعنا معهم حبّ هذه القطعة الصّغيرة من العالم، و المسمّاة الوطن
التّونسي، والذي لا نرضى بغيره بديلا، ولو قتّلونا كما يقول شاعر الثّورة محمد الصغيّر
أولاد أحمد.
الفزع ممّا أتاه البعض من سلوك غير لائق تجاه أفراد
ينتمون إلى نخبة هذا الشعب وإلى فئته النيّرة، أُلحقوا بهم الأذى العميق، وتعرّضوا
للسبّ والشتم والتّهديد والتعدّي المادي وغير المادي، على أشخاصهم، ووُصفوا بالعملاء
والأنذال والتّابعين لفرنسا، إلى غير ذلك من الأوصاف القذرة، فضلا عن التفوّه تجاههم
بعبارات السفاهة التي نرفض مجرّد سماعها.
يتعاظم شعور الفزع هذا عندما تصدر تلك العبارات
المشينة عن شبّان ملتحين يدّعون التشبّث بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف أكثر من غيرهم،
إلى حدّ توهّمهم واجب الدّفاع عنه، دفاعا يقوم مقام فرض عين لا مجال للتملّص منه.
إنّهم بهكذا
صنيع يصادرون الدّين، ويقيمون أنفسهم مسؤولين عنه وناطقين باسمه، وبالتالي مالكين للحقيقة
المطلقة في كلّ ما يتعلّق بالشّؤون الدينيّة، يدافعون عنها بكلّ ما أوتوا من حجّة القوّة
لا قوّة الحجّة، يخالون أنفسهم أبطالا على غرار أبطال صدر الإسلام، ندرك ذلك ممّا أطلقه
"جماعة سجنان" على أنفسهم من كنيات.
كأنّ هؤلاء
السّلفيّين يدافعون عن إلاه عاجز عن الدفاع عن نفسه. يبدو لي أحيانا أنّهم يتكلّمون
باسم إلاه غريب عنّي، إلاه لا أعرفه، إلاه لا يشبه إلهي الذي يملأ وجوده كياني، ذلك
الإله الحاضر في ذهني وفي قلبي، في صحوي وفي منامي، إلاه أحسّ بيديه تحيطان بي ، تحمياني
من كلّ مكروه، إلاه لا أقوم بما لا يُرضيه، لأنّي واثق من أنّ عيناه تراقباني على مدار
السّاعة، إلاه يشعّ اسمه حبّا وتسامحا، عطفا وجمالا، حنانا ورقّة، إلاه واحد كلي القدرة والوجود، إلاه واحد أحد، وإن اختلفت
تسميّاته بين معتنقي الأديان السماويّة، فما بالك بمعتنقي نفس الدين، أعني إخوتي في
الدين الذين يشتركون معي في في حبّ اللّه وطاعته ، لكونه جديرا بهذا الحبّ وهذه الطّاعة.
لا أفهم كيف يولد من رحمنا
من لا يعتمد غير العنف اللّفظي أو اليدوي أو الاثنين معا، وذلك لفرض رأيه ، ونمط عيشه،
وطريقة تفكيره؟
كيف لهؤلاء أن ينسوا قوله تعالى:" أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"، سورة النحل، الآية 125. علما وان لفظ جادل ومشتقّاته قد ورد ثلاث وثلاثين مرّة في القرآن الكريم( راجع القاموس المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.ص 165).
كيف لهم أن ينسوا قوله
تعالى مخاطبا رسوله الأكرم:" فبما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب
لأنفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على اللّه
إنّ اللّه يحبّ المتوكّلين"، آل عمران، الآية 159 .
وقوله في سورة طه، الآيات 41 -
44، مخاطبا موسى عليه السّلام: "اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري، اذهبا إلى فرعون إنّه
طغى فقولا له قولا ليّنا يتذكّر أو يخشى".
وكذلك قوله، في سورة الغاشية، الآيات 21 - 23 :" فذكر إنّما
أنت مذكّر لست عليهم بمصيطر إلاّ من تولّى وكفر".
هذا كلام اللّه، يدعو رسوله إلى المجادلة، والمجادلة لا تكون بغير
اللّسان، وبتطارح الأفكار والآراء والمواقف، لا باليد الحاملة للسيف أو باللّسان النّاطق
سبّا وشتما.
هذه آيات تدعو إلى تجنّب
الفظاظة بكلّ أشكالها، واعتماد اللّيونة قولا
وفعلا.
إنّه لبون شاسع ذاك الذي
يتّسع يوما بعد يوم، ليباعد بيني وبين السّلفيّين المجاهدين.
إنّها هوّة سحيقة تتعمّق
كلّ يمم أكثر بسبب عدم توافقنا حول قراءة ما أنزل اللّه على خير الأنام ، وحول ما أُمرنا
بإتباعه في سرّنا وفي علانيّتنا، تحت أعين اللّه المتجلّي في عليائه دون أن تدركه الأبصار ، يرعانا برحمته،
يرسم طريق الهداية أمامنا، طريق نسلكها في هدوء وسكينة واطمئنان ورفق، ننبذ الفظاظة
والوقاحة والبذاءة، ونُقبل على الرّفق واللاّعنف، لنبتعد عن طريق الشيطان ، استجابة
لأوامر العليّ القدير، إيمانا وسلوكا، باطنا وظاهرا.لا ننطق باسم اللّه بشفاهنا، بينما
يكون سلوكنا في طريق الشيطان.
إنّه لمن المؤسف أن ترى
النّاس في مختلف بلدان العلم، وفي كلّ الحضارات، يتحدثون عن اليهوديّة أو عن المسيحيّة
أو عن الإسلام، لكن الإطار الذي تدور فيه أفعالهم إنّما هو نقيض ما يتفوّهون ويؤمنون
به. هناك أناس يتحدثون باسم الإسلام، لكنّهم في الحقيقة يسلكون طريقا غير الطريق التي
يسير فيها حديثهم. فلو سلك النّاس طريق اللّه،
كما يقول حكيم الهند الماهاتما غاندي، لما كان هناك في هذا العالم أيّ فساد، ولا أيّ
استغلال، عالم يزداد فيه الأغنياء غنى والفقراء فقرا، ويصفع الجوع والعرى والموت وجه
المرء.
إنّه ما من شيء في كتاب
اللّه العزيز يدعو إلى استخدام القوّة، استخداما مجانيّا من أجل هداية النّاس، لأنّ
الهداية لا تكون بالقوّة أصلا.ألم يقل تعالى:" لا أكراه في الدّين قد تبيّن الرشد
من الغيّ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن باللّه فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام
لها"، البقرة، الآية 256.
ألم تشهد السّيرة النبويّة
على أنّ الرّسول الأكرم رفض الإكراه والعنف في نشر دينه، وعلى منواله سار الخلفاء الرّاشدون
من بعده.
إنّ الإسلام لن تطبق
تعاليمه العالم، ولن يصبح دينا كونيّا إذا اعتمد العنف لرفع رايته وإسماع كلمته، لأنّ
الأصل في الإسلام حريّة المعتقد:" وقل الحقّ من ربّكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر إنا أعتدنا للظّالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل
يشوي الوجوه، بئس الشّراب وساءت مرتفقا"، الكهف، الآية 29.
إنّ العليّ القدير خاطب
رسوله، بل عاتبه عتابا خفيفا بقوله:"ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم، أفأنت
تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين"، يونس، الآية 99.ثمّ إن الاختلاف في الأرض على
كلّ المستويات إنّما هو وجه من أوجه الحكمة الإلهيّة.
إنّ الحريّة قيمة سامية.
لقد خضّبت صفحات تاريخ الإنسانيّة بدماء الذين
ناضلوا ولا زالوا يناضلون، واستُشهدوا ومنهم ما يسير على درب الاستشهاد في سبيل الحريّة،
ولا توجد في التاريخ أمم نالت حريّتها من غير أن تبذل من أجل ذلك جهدا وتضحيات جسام،
هي في النهاية ضريبة الدم لبلوغ الهدف المنشود.
أمّا الحزن الذي صرت أُمسي
وأُصبح على الإحساس به، في غُدُوّي ورواحي، في ليلي ونهاري، أتجرّعُ طعم الحنظل المميّز
لهُ، فمردهُ ما تعيشه بلادي،
وما قد تعيشه في قادم الأيّام من تحوّلات
نوعيّة، لم نعرف مثيلا لها خلال العقود الخمس الأخيرة، وتدفع بذاكرتي إلى العودة إلى
القرن الرابع للهجرة في إفريقيّة، أيّام الصّراع بين المذهبين، الشيعي الفاطمي ، الذي
فرضه العبيديّون بعد إزاحتهم الأغالبة سنة 296 للهجرة / 909 للميلاد، والسنيّ المالكي،
مذهب الأغلبية الغالبة من سكّان البلاد، مع اختلاف بسيط، وهو أنّ الصراع الذي بدأنا
نعيش حلقاته قد انطلقت فعاليّاته مع انطلاقة ربيع 2011، عندما تمّ الاعتداء بالعنف
على المخرج السينمائي التونسي النّوري بوزيد، في أحد شوارع العاصمة، إثر مطالبته خلال
برنامج إذاعي، بإدراج مبدأ اللاّئكيّة ضمن الدستور التّونسي. ذلك الاعتداء الصّارخ
ضد حريّة التعبير في جوّ من تهاليل وتكبير الملتحين.
إنّه وجه من أوجه الصّراع
بين النّور والظلام، بين الانفتاح والتزمّت، بين أطراف لا تتقاسم نفس القراءة للموروث
الحضاري العربي الإسلامي وللنصّ القرآني بالخصوص، بين منادي بالحريّة بكلّ وجوهها ومن
يكبت أصوات الحريّة، بين من يساير عصره وما يميّزه من مستجدّات ومن يعيش خارج سياق
الزّمن، هاربا من ثنايا تاريخ لم يكن زاهيا كلّهُ كما يدعي المنادون باتخاذه مرجعا
أساسيّا لفكرهم، بين منادي باحترام أعراف وأخلاق مُتّفق عليها كونيّا ومنكرين للفكر
المخالف وللحوار أصلا، معتمدين العنف الذي طال نخبة المجتمع، من محامين وإعلاميّين
وجامعيّين، لضرب العقول النيّرة، عقول رجال الثقافة والمعرفة والإبداع، وضرب الإعلام
الحر الذي يرى أنّ من واجبه المهني والأخلاقي والوطني، رفض الانسياق في ركب البهرج
والدعاية المساندة للحكومة ومباركة أعمالها، ليبقى رقيبا حقيقيّا وموضوعيّا لمختلف
الفاعلين السّياسيّين والاجتماعيين في الساحة التونسيّة.
لقد آن الأوان لوضع حد
لهذا الطرح الأزلي بين لغة العنف ولغة اللاّعنف . أن الأوان لانتصار اللاّعنف لأنّه
هو الحقيقة التي أضاعها الإنسان على مرّ القرون، ونفاها من وجوده أو كاد ينفيها تماما،
خاصّة خلال القرن المنقضي الذي عرفت فيه الإنسانيّة هزّتين عنيفتين كلّفتها عشرات الملايين
من ضحايا غطرسة الإنسان، وعدم تسامحه مع الآخر، وكشفت وجه أنانيّته القبيح على الأهوال والبؤس والفاقة.
آن الأوان ليعود الإنسان
إلى وضعه الفطري والطّبيعي، وضع التسامح واللاّعنف.
ولا تكون تلك العودة بغير اعتماد المبادئ التّالية حسب الحكيم غاندي:
· الانفتاح الإيجابي للعقل
وذلك بفهم المبادئ الأخرى والاعتراف بكينونة الآخر والقبول به.
·
الحوار الإيجابي لبلوغ نقطة
التلاقي مع الآخر، عبر إرادة ووعي مجرّدين من الانفعال والتعصّب.
·
اعتبار التّسامح القاعدة
التي يقام عليها صرح الاعتراف الكامل بالآخر والقبول الكامل به، ويتحقّق هذا التسامح
على مستويين:
* مستوى عقلي تتحقّق فيه حكمة المنطق وصدق المحاسبة
السّليمة.
*مستوى
أخلاقي خال من الإدانة والإدانة المضادة.
ويمكنني إضافة مبادئ أخرى أراها ضروريّة لتحقيق الهدف
المنشود ألا وهو سيادة ثقافة التسامح والحوار البنّاء بغير اللجوء إلى العنف، مثل:
·
تركيز أسس التعايش والترفّع
عن استغلال المؤسّسات الدينيّة، وكلّ الفضاءات الأخرى لتعبئة وتجييش الأنصار ورشق الآخرين
بتهم الكفر والفسق والزّندقة والنفاق من ناحية، وتهم التزمّت والإلحاد والعمالة والخيانة
من ناحية أخرى، دفاعا عن مواقف اديولوجيّة وانتصارا انفعاليا لها.
·
قيام السلطات العموميّة بالدور
المنوط بعهدتها، والكفّ عن الوقوف فوق الرّبوة في انتظار " التعليمات"، وانخراطها
بفعاليّة في الدفاع عن"منظومة الدفاع عن الحريّات"، والتي أساسها حريّة التفكير
والتعبير، وحريّة الاختيار، وحريّة التنظّم، وحريّة التظاهر السلميّ، وحريّة المعتقد،
وحريّة تبادل المعلومات في مجتمع نريده مجتمع معرفة، وسعيها إلى تجذيرها، لتصبح عنصرا
أساسيّا من عناصر الواقع المعيش.
هذه هي مكوّنات القاعدة
التي ينبغي في رأيي أن يركّز عليها المجتمع التونسي، مجتمع ما بعدد الثورة، مجتمع ركيزته
المطالبة بالحريّات وبالكرامة، التي طالبت بهما عدة فئات من التونسيّين، انطلاقا من حوادث الحوض المنجمي سنة 2008، وصولا
إلى يوم 14 جانفي 2011، أمام وزارة الداخليّة، رمز القهر والجبروت والتسلّط والظلم، والمناداة بالرّحيل
بكلمة طبق سحرها الآفاق، كلمة DEGAGE.
وهذا هو الرّهان المطروح
اليوم في بلادي ، في تونس ما بعد جانفي 2011، وهو رهان يتطلّب في رأيي مناقشات معمّقة،
يتمّ فيها تبادل الآراء في مناخ من التحاور الرّصين، والواعي، والرّاشد بين كلّ الأطراف،
بدون أيّ إقصاء أو تهميش لأيّ طرف كان.
إنّه رهان مصيري، امتحان،
إذا تمكّنّا من تجاوزه بسلام، نكون قد هيّأنا أسباب نجاحنا في المستقبل المنظور، وأثبتنا
للعالم كلّه ، حكمتنا في تجاوز مصاعب ما بعد الثورات، وقدّمنا له درسا آخر في التعامل
السّلمي والمدني مع الأحداث، على غرار درس الثورة السّلميّة التي أنجزنا، والتي هيّأت لها أحداث سابقة في الزّمن قد تعود
إلى ثورة علي بن غذاهم الماجري ضد التعسّف واللاّمساواة في الجباية سنة 1864، مرورا
بحوادث مقبرة الزلاّج سنة 1911، وحادثة الترامواي سنة 1912، وحوادث 9 أفريل 1938، وحوادث
الفلاّقة بين 1952 و 1954، ثمّ حوادث 26 جانفي 1978، تليها حوادث جانفي 1984، ووصولا
إلى حوادث الحوض المنجمي سنة 2008 وانطلاق شرارة ثورة 2010 – 2011 من مدينة سيدي بو
زيد، وهي أحداث تثبت بصورة قطعيّة أن من بين المكوّنات القاعديّة للشخصيّة التونسيّة، جين يرفض الضيم، والتعسّف،
والهوان، والاستكانة، وفرض الآراء عليه بالإكراه، جين يجعل من التونسيّ شخصا يقظا، فطنا، متوثّبا،
ذو قدرة على الانقضاض على كلّ من يهدر كرامته ليزيحه من طريقه ما أن تسمح الظروف بذلك.
ومن لم يفهم خبايا هذه الشخصيّة يعجز عن التعامل معها، كما عجز الرّومان من قبل، وكذلك العرب الفاتحون الذين لم يتمكّنوا من إخضاع
إفريقيّة إلاّ بعد حوالي قرن من دخولها.
فلنكثّف اليوم من جهودنا،
ولنضع أيدينا في أيدي بعضنا، لا تلهينا عن
إنجاح ثورتنا أيّ ملهاة أخرى، مهما اختلفت مشاربنا وانتماءاتنا الحزبيّة، ديدننا مصلحة البلاد، التي ليست في الحقيقة سوى مصلحتنا ومصلحة أبنائنا وبنينا من بعدنا ، ولنجسّم
ما طالب به أولئك الذين استُشهدوا في سبيل
ثورة لم يتذوّقوا أُكلها.
إنّ لغد أنوار مشرقة أكاد أراها بأمّ عينيّ، أنوار مشعّة تضيء مستقبلا
باسما بشرط أن تصحّ منّا النوايا.
وإنّ غدا لناظره قريب، كما تقول العرب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire