- زيديّات باعهنّ متشددون دينيّا ينتمون إلى ما يُسمّى " تنظيم داعش " في سوق نخاسة بُعث من جديد بعد إلغاء باي تونس سنة 1846 بيع العبيد بالمملكة.
- مئات المُراهقات تُختطفن في نيجيريا من قبل مُتشددين دينيّا ينتمون إلى تنظيم " بوكو حرام "...
- شاب داعشي يدخلُ بفتاة سوريّة في التاسعة من عُمرها مُنحت له كغنيمة حرب...
- عدد من الشبان ينتمون حسب المصالح الأمنيّة التونسيّة إلى" تنظيم القاعدة " يُهاجمون بضاحية باردو معقلا للفكر ومُستودعا للثقافة ولذاكرة التراث المادي واللامادي الدال على عراقة هذه البلاد ودورُها الريادي في الحضارة الإنسانيّة..
- عمليّات إرهابيّة شنيعة يقوم بها مُتشددون دينيّا ضد الأمنيين من شرطة وجيش تونسيين ويُمثّلون بجثثهم في شهر رمضان الذي حُرّم فيه القتالُ...
- تفجيرات هنا وهناك في سُوريا الجريحة، وفي العراق المغدوربه، وفي يمن مزّقه الصراعُ القبلي والطّائفي على السّلطة، وفي قاهرة المُعز لدين الله الفاطمي حيثُ مقام السيدة زينب وحيث معلم الأزهر الشريف، وفي ليبيا التي مزّق " حلف الناتو " أوصالها وشرّدت الصراعات رُبع شعبها...
- شاب على قدر من العلم يحملُ رشّاشا ويقصفُ أرواح عشرات السائحين على شاطىء مدينة سوسة، جوهرة السّاحل التونسي...
انزع عنك عباءة خوف ألبستك إياه أنظمة استبدادية
مُتعاقبة، مسكت بناصية شُعوبها، وارفع عقيرتك بالصياح تنديدا بما يحدُث، ثم تحامل
على نفسك بعد ان تكون قد عضضت على طرف قميصك جرّاء وجع نفسيّ ألمّ بك، واسأل بكل جرأة:
من يُخطط؟ من يُصدر الأوامر؟ من يُنفّذ هذه
البشاعات باسم الدين ويعتبرُها عملا مُقدسا؟
وما هي غايتُه من وراء كل ذلك؟
تاتيك الإجابة التالية :
إستشهاد في سبيل الله ونشر لكلمته وإعلاء
لها، وتنفيذ لما أُ مرنا به في تنزيله الحكيم من قتل لأعداء الله ومُحاربة
للطغاة.اما المقابل فهو لا اقل من الخلود في جنات الرضوان وتمتّع بحور العين...
تتعجّبُ ممّا تطرّق إلى أذنيك، وتُؤلمك راسك
الرافضة لكذا أجوبة ولما تراكم فيها منذ
سنين من أنغام سيمفونيّة كُتبت بمداد من القرف ووُشحت بمُختلف صنوف الوحشيّة وبكل
ما في الإنسان من من قُبح وحيوانية، وتنفجر منها أسئلة فرعيّة :
ربّاه هل يمكن ان نشترك مع هؤلاء في عبادة
نفس الإله؟
هل من سبيل لمعرفة ما يدور في رؤوسهم؟
كيف يصدُر عن بعضهم هكذا أفعال، وقد جاورناهم
وعاشرناهم واقتسمنا معهم خيرات هذه الأرض الطيّبة، واستنشقنا معا هواءها العليل
وتجرّعنا مياهها العذبة، وتنقّلنا في تضاريسها هضابا وسُهولا ووديانا، شبابا
وكُهولاوشُيوخا ، ووارينا في ثراها أجساد أجدادنا وآبائنا، وأنشدنا معا منذ الصغر وبكل
ما في صُدورنا الصغيرة من حماس، نشيدا وطنيّا تبعثُ كلماته القشعريرة في أجسادنا
الغضّة كلما رددناها بكل العفويّة وبخالص الصدق، وتغرسُ في أعماقنا أسمى معاني
الوطنيّة، وأعمق معاني العرفان لوطن نعيش على أرضه؟
كيف يمكن لمن كنّا جنبا إلى جنب في نفس
الخندق النضالي، نتصدى للإمبريالية
المُتوحشة، ونندد بسحق حقوق الإنسان أينما كان، ونُساندُ مُطالبة الشغيلة بحُقوقها
، ونشجُب الزج بالمُعارضين للنظام
الحاكم في سُجون 9 أفريل وبُرج الرومي ورجيم معتوق،
ونخرُج سويا مُتشابكي الأيدي، ذُكورا وإناثا، ونحن طلبة، في مُظاهرات تجوب شوارع
العاصمة، بعد ان انطلقت من كلية الآداب
والعلوم الإنسانية بشارع 9 أفريل 1938، ومن المُركّب الجامعي"
الكامبيس"، ونتصادمُ مع فرق " البوب " التي تنهالُ عناصرها ها على
ظهورنا وعلى مُؤخراتنا بمتراكاتهم بكل تفاني، متراكات إقتنتها وزارة الداخلية بأموال
ضرائب دفعها أولياؤنا وهم صاغرون ... كيف أمكن لزُملاء " العصر الجميل"
العُبور من ضفة النضال السياسي إلى ضفّة التشدد الديني " المُقدس "،
والمُناداة ب " عودة الخلافة " على المنوال النبوّة، في حين لا علم لنا
بان الرسول عليه الصلاة والسلام نادى بنظام اسمه الخلافة أو أوصى به حتّى، ولم نجد
أثرا لذلك في الكتاب ، كما لم نجد أثرا للمُناداة بتطبيق شريعة نسجتها أصابع فقهاء
بلاط لم يكن همّهُم سوى الدفاع على نمط حُكم يضمن مصالحهم ويمكّنهم من مكانة
اجتماعية متقدّمة؟
هل بكذا أعمال يرسُمون ملامح صورة إيجابيّة
صالحة للتّسويق لدى الآخرين؟
هل يمكن إقناع الغرب بان هكذا شناعات لا
تُمثّل سوى مُقترفيها وأنها لا تعدو أن تكون سوى أعمالا معزولة لا علاقة لها بالإسلام
كدين؟
من يُفنّد اقتناع الغربيين بأن قاسما مُشتركا
يربط بين من يستدرج ومن يستقطب ومن يؤطّر ومن
يؤدلج ومن يشحن الأدمغة بعد غسلها ومن يقوم بتهيئة كل المحطات اللوجستية ويحدد
الأهداف ويأمر بالتنفيذ بعد ان يختار المُنفذ أو المُنفّذين؟
من يُقنعني ويقنع الرأي العام الغربي بأن
الإنفجار الكارثي في خان بني سعيد من محافظة ديالي بالعراق، يوم عيد الفطر، وما
أدى إليه من سقوط عشرات الضحايا، ومن تدمير سوق بأكملها، والإعتداء الإرهابي في
منطقة تيفران من ولاية عين الدفلى بالجزائر، أيام العيد، لم يكن باسم الإسلام؟
إن الإسلام الذي تفتّحت أعيُننا عليه،
وتلقينا مبادئه الأولى منذ نعومة أظافرنا، يعني السّلم والسلام، الرحمة والأخوّة،
التضامُن والترافق،التسامح والتواضع والتعالي عن الماديّات والتحليق في فضاء
الروحانيّات، وخاصة عدم إكراه الآخر على أي شيء لا يرغبُ في القيام به.
الإسلام الذي تعلّمنا تكافُل وتحابب، وحب
للآخر لكل ما نُحبّ لأنفُسنا، وتحاوُر
ودفع بالتي هي أحسن، وتجاوز عن البغضاء والعداوة وتمتين للصداقات...
إن ما يحدُث هنا وهناك لا يبعث البتة على الطمأنينة...
انه ليس إلا مصدرا للريبة وللشك وللرهبة
ولجزع غرب يُكفّرُه بعضنا صباحا ومساء، لا بل يُهددونه باكتساح أراضيه لتركيز
" دولة الخلافة " ...
إن هذا الذي يحدُث من عنف يعقُبه عنف أكثر
عنفا ينسف مُحاولات البعض لتجسير العلاقة بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي
في زمن كل الطرق فيه تُؤدي إلى "
العولمة ".
انه يُؤكد الصورة السلبيّة للإسلام التي
انغرست في في وعي وفي لا وعي غير المُسلمين ويزيد في تجذيرها.
ولعلّه من أوكد ما علينا القيامُ به اليوم،
وإزاء ما تقترفُه مختلف " الفصائل الجهادية "، المتنوّعة أسماؤها، من
شناعات، التساؤل عن الصورة التي نُقشت في الذهنية الغربية للإسلام وللمُسلمين من
القرون الوسطى وُصولا إلى هذه الأيام التي جعلت
تصرفات بعض المسلمين، الإسلام كدين
أقرب إلى الدين السلبي منه إلى الدين الإيجابي، سلبيّة غذتها بخبث غير خفيّ بعض
وسائل الإعلام الغربيّة، بمُختلف أصنافها، لتُشكّل خلفيّة الفكر الغربي بعد أن
أثّثتهُ بصور مُشوّهة تقدّم الدين الإسلامي في شكل مُشوّه ومُسيىء لرسوله، بعض
الجرائد النورفيجية وجريدة شارلي هبدو الفرنسية كنموذين، مما مهّد لهجوم ارهابي
على مقر الجريدة الفرنسية في وطلع سنة 2015 وسقوط عدد من الإعلاميين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire