jeudi 23 janvier 2014

في الذكرى الثالثة لثورة الكرامة : الجزء الأوّل


هل خفت بريق ثورة 14 جانفي 2014؟
هل خبت جذوتها؟
و إلى ماذا ترمُزُ التحرّكات الشعبيّة الصاخبة داخل البلاد بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة؟

المصدر : @Fhtagn (twitter)
https://www.facebook.com/dismalden (facebook)
عدسة : مراد بن شيخ أحمد  

تساؤلات عديدة  صاحبت الإحتفال  الباهت بذكرى الثورة، داخليا وخارجيّا، والذي كاد يمرّ في تجاهل تام لولا بعض التظاهرات هنا وهناك ، وتحديدا في مهد الثورة،  والتي لم تكن احتفالية بل  غلبت عليها صبغة  احتجاجية تمظهرت في أشكال متنوعة من العنف كرشق أعوان الأمن بالحجارة وحرق لمقرات السيادة ومقرات حزب حركة النهضة تحديدا...
لقد اتسمت الإحتجاجات إيّاها بغضب شديد بسبب ما يراه الغالبية من سكان المناطق الداخليّة  من عدم تحقيق مطالب اقتصادية واجتماعية،  شكّلت منذ ثلاث سنوات الأرضية التي منها اندلعت شرارة الثورة.
و ما يُلاحظ تغييب وسائل الإعلام بمختلف أصنافها المشاكل الحقيقية،  وتركيزُها على ما اعتبره العديد من التابعين للشأن التونسي، هامشيّا ولا يساعد على ادراك كُنه ثورة  حوّل السياسيون وجهتها من الإجتماعي- الإقتصادي إلى الديني – السياسي وأدخلوها في متاهات إشكاليّات لم تخطر البتّة على بال  من خرج إلى الشوارع متحديا قوى البطش الدكتاتوري في كل مدن البلاد تقريبا،  بين نهاية سنة 2010 وبداية السنة التالية، مما عسّر عملية تفكيك المأساة المعيشية لدواخل البلاد وطمس محاولات ايجاد بدائل تُخفف من حدة وطأتها...
جاءت تقارير الإعلاميين مُعنونة كالتّالي:
  • تفاصيل الأيّام الأخيرة لحكم ابن علي بين قصري  قرطاج وسيدي الظريف و المطار.
  • كذبة علي السرياطي...
  • عدم تصريح رضا قريرة وزير دفاع ابن علي بكل ما يعرف...

فهل هي محاولة – عن قصد أو عن غير قصد – لإختزال الزلزال الذي دك أركان الحكم السابق في " فرار رأس السلطة " أو " كذبة مسؤول سابق عن الأمن الرئاسي" او " تكتّمُ وزير الدفاع الأسبق عن حقيقة ما حدث"؟
أم هي،  كعادتنا في البلدان العربية والبلدان المتخلّفة عموما، عملية شخصنة للتاريخ وتجاهل مُعتمد لمُحرّكاته الأساسية ولخلفيّات صيرورته؟
أو لعلّها نفي لدور و لإرادة  الجماهير الشعبية في تحريك الأحداث؟




كان  لا بد على رجال الإعلام طرحُ سؤال مركزي لفهم ما يحدُث بالبلاد بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورة مر جلّها في مهاترات وعكاظيّات أكّدت ان المسؤولين عندنا لم يُشفوا من مرض عضال لا زمهم منذ كانوا طلبة في المركب الجامعي و في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بشارع 9 أفريل 1938 بالعاصمة في سبعينات القرن الماضي ، وهو مرض الإسهال الكلامي...  و السؤال هو  التالي:

كيف نُفسّرُ تواصل الإحتجاجات في مُثلّث التخلّف والعطش والجوع والبطالة، والذي يحوي داخل  أضلاعه الثلاثة كامل الجزء الغربي من البلاد انطلاقا من مدينة عين دراهم الحُدوديّة إلى سليانة شرقا وصّولا إلى الجنوب الغربي وما يختزنه  من مناجم الخير وواحات البركة؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire