jeudi 24 juillet 2014

أصبح الإٍرهابُ خُبزنا اليومي



أصبح الإرهاب والأخبار الدائرة في فلكه " الخُبز اليومي " للمُواطن التونسي ولوسائل الإعلام بمُختلف أصنافها والمُتغذية بمادته الثريّة، لتُصدّر وتؤثّث به نشراتها بحسب ما يردُ عليها من أخبار تتعلّق بعمليّات إن لم تحدُث بين ظهرانينا فقد حدثت في إحدى جبهات القتال في وطننا العربي، وما أكثرها من جبهات.
لذا أدركت كل الأطراف اليوم أن الإرهاب ليس ظاهرة محليّة، بل هو على علاقة وطيدة بالإٍرهاب الإقليمي الذي أصبح يُنظّم حياتنا اليوميّة على إيقاعات يختارُها زمنا ومكانا رغم تأكيد الأجهزة الأمنية في بلادنا من دُنو القضاء على دابره و " تحويل جبل الشعانبي إلى مُنتزه عائلي ".
إلا أن حادثتي مدينة القصرين في شهر ماي 2014 وعمق رمزيّة مُهاجمة المسكن العائلي لوزير الداخلية، والإعتداء السافر والمُتحدي لجنودنا بهنشير التلّة بالمنطقة العسكرية بالشعانبي ليلة الأربعاء 16 جويلية 2014 واغتيال خمسة عشر جنديّا، نزعت عن تلك التأكيدات جانبا هاما من صدقيّتها، وأماطت اللثام عن نقائص مهنية عديدة، وأعطت درسا في عدم السقوط في التسرّع عند إبداء الأحكام في ظاهرة أضحت تُشكّل حلقة من حلقات ظاهرة إقليميّة إن لم نقل عالميّة.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تبث مشاهد رهيبة لعمليّات إرهابية دمويّة على إيقاع البسملة والهيللة ما يبث في النفس القرف والرغبة في الغثيان، وما فجّر في داخلي عديد الأسئلة، لتعصرني وتؤرّقني بإلحاحها فاتحة حينا أبواب جحيم سيصطلي بلهيب نيرانه شعبي لوقت لا أحد يعلم كم سيطول، ومُقنعة إيّايا حينا آخر بأن ما يحدث لا يعدو ان يكون مقدمة ضرورية تُمهّد لإنتصار شعب عنيد، ما انكسر أمام النوائب يوما، وما انثنت هامته أمام تطرّف لم يعهده في تاريخه الطويل إلا في مُناسبات قليلة جدا.

المصدر
: https://www.facebook.com/eRevolution.tn


تُرى هل سينتصر الإرهابُ الذي يحاول جاهدا جعل بلادي موطىء قدم وقاعدة له منها ينطلق إلى آفاق أرحب كما انطلق عقبة بن نافع الفهري في منتصف القرن الأول للهجرة، وكما انطلق الفينيقيّون والرومان قبله والحفصيّون من بعدهم جميعا؟
هل سيهزم دولة بمُجتمعها وبمؤسساتها، لا زالت تتلمّسُ بحذر طريقها إلى الإنعتاق، وترنو إلى إنبلاج فجر جديد عبق النّسائم، وبزوغ شمس الحرية المُؤشّرة بفضاء رحب لممارسة الإرادة الشعبية، تلك السلطة العلوية، لحريّة اختيار من يُمثلها بعيدا عن خُزعبلات ومناورات سياسوية وحسابات حزبوية ضيقة، انتصارا للمصلحة الوطنية العليا.
ويبقى السؤال الرئيس لفهم الظاهرة الإرهابيّة متعلقا بالنّبش عن العوامل التي هيّأت السبيل وغذّت الإرهاب حتى إحتدّ وأضحى يُهدد مصير أمّة كانت تظن أنّه لا يمسّ سوى الآخرين.
 سؤال يُولّد بدوره تساؤلا حول السبيل الناجعة لمُقاومة إرهاب وُلد في الفكر قبل أن يُصبح ممارسة يوميّة وآل على نفسه أن يُنغّص رمضاننا للسنة الثانية على التوالي.

في المقال القادم نشرع في تناول العوامل الداخلية التي مهدت لتنامي الإرهاب في تونس.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire